رغم الضغوط وحملات القمع التي مارستها السلطات الاستعمارية في حق الشعب المغربي عامة وفي حق اعضاء الحركة الوطنية خاصة،تمكن القادة النقابيون الذين تم الافراج عنهم في اواخر شهر نونبر 1954من اعادة تنظيم انفسهموتشكيل لجنة تحضيرية عهد اليها بتنظيم الحركة النقابية بالمغرب في افق عقد مؤتمر استثنائي يتم خلاله تاسيس نقابة مغربية مستقلة،وتقلد المناضل النقابي الطيب بن بوعزة مهام تسيير هذه اللجنة ،ثم انعقد بحي بوشنتوف بالدارالبيضاء اجتماع ضم عددا من المناضلين النقابيين الممثلين للقطاعات الانتاجية بمختلف المدن المغربية(حوالي 57 مندوب يمثلون 22 نواة نقابية)،وتوج هذا الاجتماع بالاعلان عن ميلاد الاتحاد المغربي للشغل كاول مركزية نقابية عمالية مغربية مستقلة،واعلان المحجوب بن الصديق كاتبا عاما للاتحاد عوضا عن الطيب بوعزة الفائز الحقيقي في عملية الانتخاب.
واختتم الاجتماع بتوجيه اول نداء الى الطبقة العاملة دعاها فيه الى الوحدة والتضامن لبناء مغرب حر وديمقراطي،كما طالب ب:
- الحق في العمل
- القضاء على البطالة
- الاجور الملائمة
- الضمان الاجتماعي للجميع
- التوزيع العادل للخيرات
- احترام حقوق الانسان.
بعد صراع المحجوب بن الصديق والطيب بن بوعزة على رئاسة الاتحاد المغربي للشغل:
حاز المناضل النقابي الطيب بن بوعزة خلال المؤتمر التاسيسي للاتحاد المغربي للشغل على ثقة المؤتمرين الذين انتخبوه لمنصب الكاتب العام بدلا من منافسه المحجوب بن الصديق،هذا الاخير عارض نتيجة الانتخابات واعتبرها غيرمقبولة ودعمه في ذلك عبدالله ابراهيم في حين عارضه كل من المناضل ابراهيم الروداني ومجموعة من الاطارات النقابية الاخرى التي طالبت باحترام نتائج الانتخابات،ولحسم الموقف طرح الخلاف على رجال المقاومة ،ولعب المحجوب بنالصديق وعبدالله ابراهيم دورا بارزا في استغلال ورقة الصراع بين المقاومة واللجنة التنفيدية لحزب الاستقلال،واتهم الطيب بو عزة بميله الى قيادة الحزب التي اتخدت موقفا معاديا من الابقاء على المقاومة المسلحة،وفي فبراير 1956 عقد اجتماع بمنزل المقاوم الحسين بلعيد بناء على دعوة من محمد البصري للنظر في هذا النزاع وحضر هذا الاجتماع كل من الطيب بوعزة،المحجوب بن الصديق،ابراهيم الروداني،محمد الصديق الابراهيمي والتباري،وكان اغلب الحاضرين ضد المحجوب بن الصديق وعاتبوه على تسابقه على منصب الكاتب العام،الا ان تهديدات المحجوب بن الصديق بالانشقاق ومساندة حزب الاستقلال له اجهضت كل محاولة للتسوية بناء على نتائج الانتخابات،وحفاظا على وحدة الطبقة العمالية ونزعا لبدور الانشقاق في صفوفها تم اسناد الكتابة العامة للمحجوب بن الصديق.
الهيكلة الداخلية للاتحاد المغربي للشغل
اتاحت ظروف الاستقلال للمناضلين النقابيين فرصة التحرك بحرية وتمكنوا من تاطيرمئات الالاف من العمال المغاربة،واستفادت المركزية النقابية من دعم الولة من خلال توفير المقرات والتجهيزات الضرورية وتخصيص المنقطعين النقابيين وتزويدها بمختلف اشكال الدعم الاداري والمالي.
وكانت المركزية النقابية تقوم في تشكيلها على التنظيم الاقليمي القائم على الاتحادات المحلية الا انه في سنة 1957 تم الاخد بالتنظيم المهني القائم على تكوين جامعات وطنية وتضم عمال المهنة الواحدة، وكانت الاجهزة القيادية على الشكل التالي:
الامين العام كان ينتخب من طرف الامانةالعامة،لكن خلال انعقاد المؤتمرالوطني السابع في مارس 1985 اصبح الامين العام ينتخب من طرف المؤتمر العام.+المجلس الوطني(الامانة العامة سابقا)+اللجنة الادارية(59 عضو)+المكتب الوطني+الامانة التنفيدية.
وفي سنة 1957 تم انشاء تنظيم موازي اطلق عليه اسم الشبيبة العاملة المغربية.
مرحلة التعدد النقابي:
-انفصل الاتحاد المغربي للشغل عن حزب الاستقلال واصطف الى جانب الاتحادالوطني للقوات الشعبية،مما مهد لميلاد الاتحاد العام للشغالين الدراع النقابي لحزب الاستقلال
– اتحاد نقابات العمال الاحرار ،اسسه حزب الحركة الشعبية سنة 1963
-الحزب الاشتراكي الديمقراطي سيؤسس اتحاد نقابات القوى العاملة سنة 1964
UNTM-الاتحاد الوطني للعمال المغاربة(
-تعدد محاولات راب الصدع بين المجموعتين ،كلها ادت الى الفشل.
- 7و8يناير 1978تأسيس النقابة الوطنية للبريد والمواصلات بالدارالبيضاء.(تمكنت من تأسيس 24 مكتبا اقليميا في ظرف 6 اشهر)
- حاولت العناصر الموالية لعمر بن جلون في الجامعة الوطنية للتعليم (تاسست سنة 1955 وانتخب على راسها ادريس المذكوري كاتبا عاما)السيطرة على مراكز القيادة بها الا ان المراقبة الصارمة لمجموعة بن الصديق حالت دون ذلك.
- 1965 اسست مجموعة عمر بن جلون(احمد الضمضومي،العربي الجابري،عبدالكريم مطبع،محمد صدقي، حموش،الاموي،الطاهر بوعزة،العزوزي عبدالرحمان)لجان التنسيق بقطاع التعليم،شاركت في انتخابات اللجن الثنائية كمستقلين وتمكنت من الحصول على عدد من المقاعد مساو للعدد المحصل عليه من طرف مجموعة المحجوب بن الصديق(ادريس المذكوري،احمد السهيلي،امالو،عبدالمجيد الذوبي واسماعيل العلوي)
- فبراير 1966 تأسيس النقابة الوطنية للتعليم كإطار مستقل عن الا تحاد المغربي للشغل.
- اعتقال المحجوب بن الصديق سنة 1967 بسبب الرسالة التي وجهها الى القصر الملكي ضمنها تأثير الصهيونية على مراكز القرار في الدولة ساهمت في تقريب ولو مؤقتا المجموعتين المتصارعتين.
- 1972 إعلان الجامعة الوطنية للتعليم عن إضراب وطني ومساندته من طرف النقابة الوطنية للتعليم،
- 1978 لقيت الجامعة الوطنية لعمال الطاقة التابعة ل ا.م.ش نفس المصير لتتحول الى النقابة الوطنية للماء والكهرباء.
- 28نونبر 1976 تأسيس النقابة الوطنية لعمال الفوسفاط وعلى رأسها الحسين الكافوني كاتبا عاما
- 4و5مارس 1978 تأسيس النقابة الوطنية للسكر والشاي
- 14و15 اكتوبر 1978 تأسيس النقابة الوطنية لصناعة البترول والغاز.
- 7و8 يناير 1978 تاسيس النقابة الوطنية للمواصلات السلكية واللاسلكية.
- 25و26 نونبر 1978 تأسيس الكنفدرالية الديمقراطية للشغل